Warna chroma
Warna teks
Warna latar
Teks arti
1
لِلشَّيْخِ مُحَمّدِ الْعَزَبِ رَحِمَهُ اللّٰه
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلّٰهِ الّذِيْ قَدْ اَوْجَدَا ۞ مِنْ نُوْرِهِ نُوْرًا بِهِ عَمَّ الْهُدَى
سَبَقَ الْعَوَالِمَ فِي الْوُجُوْدِ بِاَسْرِهَا ۞ فَالْكُلُّ مِنْهُ فِى الْحَقِيْقَةِ مُبْتَدَا
اَعْنِيْ بِذَالِكَ نُوْرَ مَنْ سَادَالْوَرَى ۞ وَزَكَتْ عَنَاصِرُهُ الشَّرِيْفَةُ مَحْتِدَا
الْمُصْطَفَى خَيْرُ الْخَلَآئِقِ مَنْ سَمَا ۞ وَعَلَا عَلَى فَلَكِ السِّيَادَةِ سُوْدَدَا
صَلَّى عَلَيْهِ مُسَلِّمًا مَوْلَاهُ مَعْ ۞ آلٍ لَهُ والصَّحْبِ مَا نَجْمٌ بَدَا
هُوَ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِيْنَ وَنِعْمَةٌ ۞ فَاضَتْ عَلَى كُلِّ الْبَرِيَّةِ بِاالنَّدَا
هَذَا وَاَرْجُواللّٰهَ مِنْ اِفْضَالِهِ ۞ عَوْنًا عَلَى نَظْمِى لِمَوْلِدِ اَحْمَدَا
كَيْ تُنْعَشَ الْاَرْوَاحُ عِنْدَ سَمَاعِهِ ۞ وَتُقَلَّدَ الْاَسْمَاعُ دُرًّا نُضِّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
2
اِعْلَمْ بِاَنَّ للّٰهَ قَدَّرَ سَابِقًا ۞ تَكْوِيْنَهُ هَذَا الْجَنَابَ الْمُفْرَدَا
اِذْ قَالَ جَلَّ لِقَبْضَةٍ مِنْ نُوْرِهِ ۞ كُوْنِيْ بِقُدْرِتِنَا الْحَبِيْبَ مُحَمَّدَا
فَهُوَالْحَبِيْبُ الْمُجْتَبىَ قِدْمًا كَمَا ۞ قَدْ صَحَّ هَذَا بِا لدَّلِيْلِ وَ اُسْنِدَا
وَعَلَيْهِ فِى الْاَزَلِ النُّبُوَّةُ اُفْرِغَتْ ۞ وَلَنَا بِهِ الْمَوْلَى الْمُعَظَّمُ اَسْعَدَا
وَبِوَجْهِ آدَمَ لَاحَ هَذَا النُّور اِذْ ۞ خَرَّتْ مَلآئِكَةُ الْمُهَيْمِنِ سُجَّدَا
وَلِسَآئِرِ الْاَصْلَابِ مِنْهُ مُنَقَّلٌ ۞ حَتَّى اسْتَقَرَّ بِوَالِدَيْهِ وَاُبِّدَا
وَحَمَى الْاِلَهُ مِنَ السِّفَاحِ اُصُوْلَهُ ۞ وَعَلَوْ بِهِ شَرَفًا اَثِيْلًا اَمْجَدَا
وَلِوَالِدَيْهِ الرَّبُّ قَدْ اَحْيَا كَمَا ۞ قَدْ جَآءَ هَذَا فِي الْحَدِيْثِ وَاُيِّدَا
قَدْ آمَنَا حَقًّا بِهِ فَاسْتَوْجَبَا ۞ كُلَّ النَّجَاةِ وَبِا لْجِنَانِ تَخَلَّدَا
فَهُمَا يَقِيْنًا نَاجِيَانِ وَمَنْ يَقُلْ ۞ بِخِلَافِنَا ضَلَّ السَّبِيْلَ وَاُبْعِدَا
وَكَذَا جَمِيْعُ اُصُوْلِهِ مَأْوَاهُمُ ۞ دَارُ النَّعِيْمِ كَمَا رَوَاهُ مَنِ اهْتَدَى
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
3
فَهُوَ النَّبِيُّ مُحَمَّدُ ابْنُ ذَبِيْحِهِمْ ۞ مَنْ كَانَ عَبْدَ اللّٰهِ كَهْفًا سَيِّدَا
وَبِعَبْدِ مُطَّلِبٍ اَبُوْهُ لَقَدْ دُعِي ۞ وَهُوَ ابْنُ هَاشِمِ ࣙالجَـوَادِالْمُقْتَدَى
اَعْنِى ابْنَ عَبْدِ مَنَافِهِمْ مَنْ يَنْتَمِي ۞ لِقُصَيِّ ابْنِ كِلَابِهِمْ مُجْلِى الصَّدَا
وَهُوَ ابْنُ مُرَّةَ نَجْلِ كَعْبِهِمُ الَّذِي ۞ لِلُؤَيِّهِمْ نُسِبَ ابْنُ غَالِبِ ࣙالْعِدَا
ذَاكَ ابْنُ فِهْرٍ مَنْ اَبُوْهُ مَالِكٌ ۞ قَدْ كَانَ حِصْنًا لِلْاَنَامِ وَمَعْضِدَا
السَّيِّدُ ابْنُ النَّضْرِ مُفْرَدُ عَصْرِهِ ۞ مَنْ بِا لنَّضَارَةِ وَالْجَمَالِ تَفَرَّدَا
هَذَا هُوَ ابْنُ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةٍ ۞ مَنْ بِا لْفَخَارِ سَمَا وَفَاقَ الْفَرْقَدَا
وَهُوَ ابْنُ مُدْرِكَةَ بْنِ الْيَاسَ الَّذِي ۞ فِي صُلْبِهِ سُمِعَ النَّبِيُّ مُوَحِّدَا
يُعْزَآى اِلَى مُضَرٍ هُوَ ابْنُ نِزَارِهِمْ ۞ اَعْنِى بِهِ ابْنَ مَعَدِّهِمْ مَنْ اُرْشِدَا
وَهُوَ ابْنُ عَدْنَانَ الْاِمَامِ الْمُنْتَقَى ۞ مَنْ لِلذَّبِيْحِ لَهُ انْتِسَابٌ اُكِّدَا
هَذَا هُوَ النَّسَبُ الَّذِى التَّفَقُوا عَلَيْهِ ۞ وَمَنْ يَخُضْ مِنْ بَعْدُ خَالَفَ وَاعْتَدَا
وَاِلَيْهِ قَدْ كَانَ الْمُشَفَّعُ يَنْتَهِي ۞ وَيُكَذِّبُ النَّسَّابَ مَهْمَا عَدَّدَا
وَهُوَ الَّذِي فَرْضٌ عَلَيْنَا حِفْظُهُ ۞ وَكَذَاكَ كُلُّ مُكَلَّفٍ قَدْ وَحَّدَا
اَكْرِمْ بِهِ نَسَبًا بِعِقْدِ نِظَامِهِ ۞ وَحُلَى مَفَاخِرِهِ الْوُجُوْدُ تَقَلَّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
4
هذَا وَلَمَّا اَنْ اَرَادَ اِلهُنَا ۞ اِظْهَارَهُ السِّرَّ الْمَصُونَ الْاَسْعَدَا
اِخْتَصَّ آمِنَةَ الرِّضَا اُمًّا لَهُ ۞ وَلَهَا بِهِ اَمَّ الْهَنَا وَتَأَبَّدَا
حَمَلَتْ بِجَوْهَرِهِ الشَّرِيفِ وَمَا شَكَتْ ۞ ثِقَلًا وَلَا وَهَنًا بِهَا طُولَ الْمَدَا
وَهَوَاتِفُ الرَّحْمنِ قَدْ هَتَفَتْ بِهَا ۞ وَبِسَآئِرِ الْاَكْوَانِ قَدْ سُمِعَ النِّدَا
وَتَقُولُ يَا بُشْرَاكِ قَدْ نِلْتِ الْمُنَى ۞ وَحَمَلْتِ خَيْرَ الْمُرْسَلِينَ الْاَمْجَدَا
وَبِلَيْلَةِ الْحَمْلِ الْمُعَظَّمِ فُتِّحَتْ ۞ جَنَّاتُ فِرْدَوْسٍ وَطَابَتْ مَوْرِدَا
وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ فِيهَا عُطِّرَا ۞ وَالْاُنْسُ وَافَى وَالسُّرُورُ تَجَدَّدَا
وَبِعَامِهَا قَدْ عَمَّ خِصْبٌ فِى الْوَرَى ۞ مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ لِلْبَرِيَّةِ اَجْهَدَا
وَتَبَاشَرَتْ بِالشَّرْقِ وَالْغَرْبِ الْوُحُوشِ ۞ وَبِالصَّفَا طَيْرُ الْمَسَرَّةِ غَرَّدَا
وَاُهَيْلُ شِرْكٍ اَصْبَحَتْ اَصْنَامُهَا ۞ مَنْكُوْسَةً وَهَوَانُهَا لَنْ يُجْحَدَا
وَبِعَامِ فَتْحٍ لَقَّبُوْا ذَاالْعَامَ اِذْ ۞ كَمْ مِنْ فُتُوحَاتٍ بِهِ لَنْ تُعْهَدَا
وَجَمِيعُ اَحْبَارٍ رَوَتْ اَخْبَارَهُ ۞ وَزَهَا بِهَا وَجْهُ الزَّمَانِ تَوَرُّدَا
وَتَقُولُ حَانَ ظُهُورُ بَدْرِ السَّعْدِ مِنْ ۞ اُفُقِ الْعُلَا لِنَرَى الْحَبِيبَ وَنُسْعَدَا
فِي عَامِهِ كُلُّ النِّسَآءِ كَرَامَةً ۞ لِلْمُصْطَفٰى حَمَلَتْ ذُكُورًا رُشَّدَا
وَلَكَمْ بِهِ ظَهَرَتْ عَجَآئِبُ جَمَّةٌ ۞ عَنْهَا لَقَدْ ضَاقَ النِّطَاقُ تَعَدُّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
5
مِنْ حَمْلِهِ لَمَّا مَضٰى شَهْرَانِ قَدْ ۞ وَا فَى الْمَنُوْنُ اَبَا النَّبِيِّ الْاَجْوَدَا
وَبِطَيْبَةٍ قَدْ كَانَ ذَلِكَ مُذْ اَتَى ۞ اَخْوَالَهُ مِنْ اَرْضِ شَامٍ مُسْعِدَا
وَاَقَامَ فِيْهَا عِنْدَهُمْ مُتَوَجِّعًا ۞ شَهْرًا سَقِيْمًا صَابِرًا مُتَجَلِّدَا
وَضَرِيْحُهُ قَدْ اَشْرَقَتْ اَنْوَارُهُ ۞ مَنْ زَارَهُ نَالَ الْمُنَى وَالْمَقْصِدَا
وَلَدَا تَمَامِ الْحَمْلِ تِسْعَةَ اَشْهُرٍ ۞ حَانَتْ وِلَادَةُ مَنْ اَتَانَا مُرْشِدَا
وَتَأَرَّجَتْ اَرْجَاءُ هَذَا الْكَوْنِ ۞ مِنْ نَفَحَاتِهِ وَبَدَا الْحُبُوْرُ مُجَدَّدَا
وَتَنَفَّسَتْ اَنْوَارُ صُبْحِ طُلُوْعِهِ ۞ حَتَّى غَدَا لَيْلُ الضَّلَالِ مُبَدَّدَا
ولِاُمِّهِ فِي الطَّلْقِ جَآءَتْ مَرْيَمُ ۞ وَكَذَاكَ آسِيَةُ الَّتِي مُنِحَتْ هُدَى
وَاَتَى مِنَ الْفِرْدَوْسِ حُوْرٌ مَعْهُمَا ۞ لِيَكُوْنَ تَأْنِيْسًا لَهَا وَتَوَدُّدَا
فَهُنَاكَ قَدْ جَآءَ الْمَخَاضُ فَاَبْرَزَتْ ۞ شَمْسَ الْهُدَى خَيْرَ الْاَنَامِ الْاَوْحَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
6
وَلِذِكْرِ مَوْلِدِهِ يُسَنُّ قِيَامُنَا ۞ اَدَبًا لَدَى اَهْلِ الْعُلُوْمِ تَأَكَّدَا
وَبِاَكْمَلِ الْاَوْصَافِ جَآءَ نَبِيُّنَا ۞ وَبَدَا يُهَلِّلُ سَاجِدًا مُتَعَبِّدَا
إِذ لَاحَ مَخْتُوْنًا نَظِيْفًا طَيِّبًا ۞ مَقْطُوْعً سُرٍّ بَلْ كَحِيْلًا اَغْيَدَا
وَاِلَى السَّمَوَاتِ الْعَلِيَّةِ رَافِعًا ۞ لِشَرِيْفِ رَأْسٍ مِثْلَ مَا رَفَعَ الْيَدَا
وَلَهُ الْمَلَآئِكُ شَمَّتَتْ لِعُطَاصِهِ ۞ مِنْ بَعْدِ مَا حَمِدَ الْاِلَهَ وَمَجَّدَا
كَمْ مِنْ خَوَارِقَ يَوْمَ مَوْلِدِهِ بِهَا ۞ قَدْ اُسِّسَّ الدِّيْنُ الْقَوِيْمُ وَ شُيِّدَا
مِنْ ذَلِكَ النُّورِ الَّذِي شَمِلَ الْوَرَى ۞ وَازْدَادَ وَادِى الشَّامِ مِنْهُ تَوَقُّدَا
وَخُمُوْدِ نِيْرَانِ لِفَارِسٍ الَّتِي ۞ مِنْ اَلْفِ عَامٍ اُوقِدَتْ لَنْ تُخْمَدَا
وَكَذَا السّمَوَاتُ الْعُلَى حُفِظَتْ بِهِ ۞ مِنْ كُلِّ الشَّيْطَانٍ رَقَى مُتَمَرِّدَا
وَسَمَوَتٌ فَاضَتْ وَغَاضَتْ سَاوَةٌ ۞ وَبَدِيْعُ اِيْوَانُ لِكِسْرَى بُدِّدَا
وَبِمَكَّةٍ قَدْ كَانَ مَوْلِدُهُ الَّذِي ۞ اَحْيَا الْقُلُوْبَ فَحَبَّ هَذَا مَوْلِدَا
وَبِثَانِ عَشْرٍ مِنْ رَبِيْعٍ اَوَّلِ ۞ فِي يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ الْمُفَخَّمِ ذِى الْجَدَا
وَبِعَامِ فِيْلٍ صَحَّ ذَاكَ كَمَا اَتَى ۞ وَرَوَى الثِّقَاتُ بِهِ الْحَدِيْثَ مُعَضَّدَا
وَبِسَابِيْعِ الْمِيْلَادِ اَوْ لَمَ جَدُّهُ ۞ وَاَجَادَ فِيْهِ فَكَانَ عِيْدًا مَشْهَدَا
وَبِاَشْرَفِ الْاَسْمَآءِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ ۞ سَمَّاهُ رَاجِى رَبَّهُ اَنْ يُّحْمَدَا
وَلَهُ اِلَهُ الْخَلْقِ حَقَّقَ مَا رَجَاهُ ۞ لِخَيْرِ مَحْمُوْدٍ لَهُ نَفْسِي الْفِدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
7
لِجَنَابِهِ الْاُمُّ الْكَرِيْمَةُ اَرْضَعَتْ ۞ سَبْعًا كَمَا رَوَتِ الْاَفَاضِلُ مُسْنِدَا
فَثُوَيْبَةٌ مِنْ بَعْدِهَا فَحَلِيْمَةٌ ۞ مَنْ قَدَّرَ الْمَوْلَى لَهَا اَنْ تَسْعَدَا
نَالَتْ مَنَ اللَّهِ السَّعَادَةَ كُلَّهَا ۞ وَحَوَتْ بِذَا عَيْشٍا خَصِيْبًا اَرْغَدَا
مِنْهُ الْقُوَى قَوِيَتْ لَدَيْهَا وَانْتَشَى ۞ بِكَمَالِ وَصْفٍ لَمْ يَزَلْ مُتَجَدِّدَا
فَبِمَهْدِهِ قَمَرَ السَّمَانَ غَى فَيَا ۞ لِلّٰهِ مَهْدٌ لِلْحَبِيْبِ تَمَهَّدَا
وَشَبَابُهُ فِي الْيَوْمِ مِثْلُ سُوَاهُ فِي ۞ شَهْرٍ لَهُ الْمَوْلَى بِذَالِكَ اَيَّدَا
وَلِرَابِعِ السَّنَوَاتِ نَحْوَ مَدِيْنَةٍ ۞ اَمَّتْ بِهِ اُمٌّ اَبَاهُ الْجَيِّدَا
زَارَتْهُ مَعْ اَخْوَالِهِ وَبِعَوْدِهَا ۞ طَابَتْ بِاَبْوَا اَوْ حَجُوْنٍ مَرْقَدَا
فَاَنَا لَهَا الْمَوْلَى الْكَرَامَةَ وَالرِّضَى ۞ فِي دَارٍ عَدْنٍ عَيْشُهَا لَنْ يَنْفَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
8
ثُمَّ الْمُشَفَّعُ لَمْ يَزَلْ مُتَرَقِّيًا ۞ رُتْبَا بِحُسْنِ كَمَالِهَا قَدْ اُفْرِدَا
حَتَّى لَهُ الرَّحْمَنُ اَرْسَلَ رَحْمَةً ۞ طُوْبَى لِمَنْ بِقَوِيْمِ مِلَّتِهِ اقْتَدَى
وَبِجِسْمِهِ وَالرُّوْحِ اَسْرَى يَقْظَةً ۞ وَلَكَمْ عَجَآءِبَ قَدْ اَرَاهُ وَاَشْهَدَا
رَكِبَ الْبُرَاقَ وَسَارَ تَحْتَ رِكَابِهِ ۞ جِبْرِيْلُ يَمْشِي كَيْ يَنَالَ السُّوْدَدَا
إِذْ اَمَّ قُدْسًا فِيْهِ اَمَّ الْاَنْبِيَا ۞ وَرَقَى لِمِعْرَاجِ السُّرُوْرِ لِيَصْعَدَا
وَيُرِيْهِ مِنْ اَيَاتِهِ الْكُبْرَى وَمِنْ ۞ فَرْضِ الصَّلَاةِ الْخَمْسِ يَبْلُغُ مَقْصِدَا
وَلِقَابِ قَوْسَيْنِ الْحَبِيْبُ لَقَدْ دَنَا ۞ حَتَّى رَاَى مَوْلَى عَلَا وَتَمَجَّدَا
وَبِعَيْنِ رَأْسٍ كَانَ ذَاكَ وَقَلْبِهِ ۞ فَاحْفَظْ لِهَاذَا حَيْثُ صَحَّ وَسَدِّدَا
وَلَهُ لَقَدْ قَالَ الْعَلِيُّ مُلَاطِفًا ۞ سَلْنِي لِتُعْطَى مَا سَأَلْتَ وَاَزْيَدَا
عَنْهُ الْاَمِيْنُ لَقَدْ تَأَخَّرَ هَيْبَةً ۞ لَمَّا بِهِ فِى النُّوْرِ زُجَّ لِيَشْهَدَا
إِذْ قاَلَ لَوْ قُدِّمْتُ اَحْرَقَنِى السَّنَا ۞ فَمَقَامُهُ بِا لرُّوْحِ حَقًّا يُفْتَدَى
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
9
وَلِدَارِ هِجْرَتِهِ دَعَاهُ رَبُّهُ ۞ فَاَجَابَ دَعْوَتَهُ وَسَارَ مُؤَيَّدَا
وَوَقَاهُ مَوْلَاهُ بِعَيْنِ عِنَايَةٍ ۞ فَاَسَرَّ اَحْبَابً وَاَكْمَدَ حُسَّدَا
سُرَّتْ بِهِ الْأَنْصَارُ عِنْدَ قُدُوْمِهِ ۞ وَاَبَادَ كُلَّ مُعَانِدٍ قَدْ اَلْحَدَا
وَاَقَامَ فِيْهَا الْحَقَّ حَقَّ قِيَامِهِ ۞ وَبِسَيْفِ فَتْحٍ وَانْتِصَارٍ قُلِّدَا
وَفَشَا بِهَا الْإِسْلَامُ بَعْدَ خَفَائِهِ ۞ وَعَلٰى تُقٰى مَوْلَاهُ اَسَّسَ مَسْجِدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
10
قَدْ كَانَ طٰهٰ الْمُصْطَفٰى خَيْرَ الْوَرٰى ۞ خَلْقًا وَخُلْقًا مِثْلُهُ لَنْ يُوْجَدَا
مُبْيَضَّ لَوْنٍ قَدْ تَشَرَّبَ حُمْرَةً ۞ ذَاقَامَةٍ مَرْبُوْعَةٍ سُقِيَتْ نَدَا
سَهْلًا لِخَدٍّ كَثَّ لِحْيَتِهِ الَّتِي ۞ قَدْ شُرِّفَتْ وَعَظِيْمَ رَأْسٍ مُجِّدَا
اَقْنٰى لِعِرْنِيْنٍ اَغَرَّ وَوَاسِعًا ۞ فَمُهُ حَوٰى دُرًّا وَحُسْنًا اَوْحَدَا
وَكَحِيْلَ طَرْفٍ كَانَ سَيِّدُنَا كَذَا ۞ ذَا جَبْهَةٍ فَاقَتْ هِلَالًا اَرْشَدَا
وَحَوٰى حَوَاجِبَ زُجِّجَتْ وَتَفَلَّجَتْ ۞ اَسْنَانُهُ مُحْمَرَّ خَدٍّ اَوْرَدَا
وَاِذَا مَشٰى مُتَكَفِّئًا فَكَاَنَّمَا ۞ يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ عَلَا مُسْتَرْشِدَا
مِنْ حُسْنِ طَلْعَةِ وَجْهِهِ الشَّمْسُ اكْتَسَتْ ۞ وَبِنُوْرِ ضَوْءِ جَبِيْنِهِ الْبَدْرُ ارْتَدٰى
وَيَفُوْحُ مِنْهُ شَذًى يَفُوْقُ بِطِيْبِهِ ۞ مِسْكًا ذَكِيًّا مُسْتَطَابًا اَجْوَدَا
وَيُعَظِّمُ الشُّرَفَاءَ وَالْفُضَلَا وَلَمْ ۞ يَحْقِرْ فَقِيْرًا بَلْ نَدَاهُ تَعَوَّدَا
وَلِاَهْلِهِ ذَا خِدْمَةٍ مُتَوَاضِعًا ۞ لِلّٰهِ فِي دَارِ الْفَنَآءِ زَاهِدَا
وَالثَّوْبَ يَرْقَعُ بَلْ وَيَخْسِفُ نَعْلَهُ ۞ وَالْعُذْرُ يَقْبَلُهُ وَيَصْفَحُ عَنْ عِدَا
لِلّٰهِ يَرْضٰى ثُمَّ يَغْضَبُ اِنْ فَشَتْ ۞ حُرُمَاتُهُ اِذْ فِي عَوَاقِبِهَا الرَّدَا
وَتَهَابُهُ كُلُّ الْمُلُوْكِ جَلَالَةً ۞ وَلِمَنْ يُلَاقِي بِالسَّلَامِ قَدِ ابْتَدَا
وَيُمَازِحُ الْاَصْحَابَ حَقَّ مِزَاحِهِ ۞ وَلَهُمْ بِنُصْحٍ لَا يَزَالُ مُسَدِّدَا
كَمْ مِنْ خَصَآئِصَ لَيْسَ يُحْصَرُ جَمْعُهَا ۞ وَبِهَا خِتَامُ الرُّسْلِ اَضْحٰى مُفْرَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
11
دعاء
وَاِلٰى هُنَا قَدْ تَمَّ مَا رُمْنَاهُ مِنْ ۞ نَظْمٍ بِمَوْلِدِهِ زَهَا مُتَفَرِّدَا
فَلْنَسْئَلِ الْمَوْلَى الْمُقَدَّسَ وَلْنَقُلْ ۞ يَا مَنْ اِلَيْهِ الْمُنْتَهٰى وَالْمُبْتَدَا
نَدْعُوْكَ يَا غَوْثَ الْعِبَادِ بِجَاهِهِ ۞ كُنْ فِي الْخُطُوْبِ لَنَا مُعِيْنًا مُنْجِدَا
وَعَلٰى عَوَائِدِكَ الْحِسَانِ فَاَجْرِنَا ۞ فَالْكُلُّ اَضْحٰى بِا لْجَمِيْلِ مُعَوَّدَا
وَبِمَا نُؤَمِّلُ يَا كَرِيْمُ فَجُدْلَنَا ۞ فَضْلًا وَكُنْ بِالْجُوْدِ مِنْكَ مُزَوَّدَا
وَامْنُنْ بِصَرْفِ النَّفْسِ عَنْ شَهَوَاتِهَا ۞ وَافْكُكْ فُئَادًا فِي هَوَاهُ تَقَيَّدَا
وَمِنَ الْجَرَائِمِ تُبْ عَلَيْنَا وَاهْدِنَا ۞ وَاغْفِرْ لِكُلِّ مَا جَنٰى وَتَعَمَّدَا
وَامْنُنْ بِعَافِيَةٍ لِمَرْضَانَا وَجُدْ ۞ بِاللُّطْفِ يَامَنْ بِالْمَكَارِمِ عَوَّدَا
وَبِحِلْيَةِ الْاِيْمَانِ حَلِّ قُلُوْبَنَا ۞ وَلَهَا بِاَنْوَارِ الْمَعَارِفِ أَسْعِدَا
وَاِلٰى سِوَاكَ فَلَا تَكِلْنَا وَاسْقِنَا ۞ غَيْثًا مُغِيْثًا لِلْبَرِيَّةِ جَيِّدَا
وَاحْرُسْ حِمٰى طٰهٰ وَاَجْزِلْ خَيْرَهُ ۞ وَاخْذُلْ لِمَنْ قَدْ رَامَ سُوْاءً اَوْرَدَا
وَكَذَا بِلَادُ الْمُسْلِمِيْنَ احْفَظْ لَهَا ۞ جَمْعًا وَبِالْفَرَجِ الْقَرِيْبِ تَعَهَّدَا
وَانْظُرْ اِلىٰ سُلْطَانِنَا بِعِنَايَةٍ ۞ وَانْصُرْ بِهِ الشَّرْعَ الْحَنِيْفَ وَمَهِّدَا
وَلِدِيْنِنَا ثَبِّتْ وَقَوِّ يَقِيْنَنَا ۞ كَيْمَا يَقِيْنًا مَا نُحَاذِرُهُ غَدَا
وَنَفُوْزَ مِنْ خَيْرِ الْوَرٰى بِشَفَاعَةٍ ۞ وَنَحُوْزَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ مَقْعَدَا
وَلِعَبْدِكَ الْعَزَابِ الْفَقِيْرِ مُحَمَّدٍ ۞ مُنْشِيْهِ فِي دَارِ الْكَرَامَةِ خَلِّدَا
وَاَدِمْ لَهُ حُسْنَ الْجِوَارِ بِطَيْبَةٍ ۞ وَارْزُقْهُ سِرًّا عَنْ سِوَاكَ مُجَرَّدَا
وَلِوَالِدَيْهِ اغْفِرْ كَذَا ذُرِّيَّةٌ ۞ وَامْنَحْهُمُ السِّتْرَ الْجَمِيْلَ مُؤَبَّدَا
وَشُيُوْخَهُ وَاَحِبَّةً وَلِقَارِئٍ ۞ وَلِسَامِعٍ يُصْغِى اِلَيْهِ مُمَجَّدَا
وَلِمُجْرِ هٰذَا الْخَيْرِ وَاشْكُرْ سَعْيَهُ ۞ وَاجْعَلْهُ فِي مَهْدِ الْقَبُوْلِ مُمَهَّدَا
وَاَجِبْ دُعَانَا اِذْ وَعَدْتَ وَهَبْ لَنَا ۞ حُسْنَ الْخِتَامِ فَحَاشَ تُخْلِفُ مَوْعِدَا
وَصَلَاةُ مَوْلَانَا وَتَسْلِيْمٌ عَلٰى ۞ اَزْكٰى شَفِيْعٍ لِلْبَرِيَّةِ قَدْ هَدٰى
وَالْاٰلِ وَالْاَصْحَابِ مَا هَبَّتْ صَبَا ۞ فَاَمَالَتِ الْغُصْنَ الرَّطِيْبَ الْاَمْلَدَا