﴾ عزب ﴿

navigate_before
navigate_next
قَدْ كَانَ طٰهٰ الْمُصْطَفٰى خَيْرَ الْوَرٰى
خَلْقًا وَخُلْقًا مِثْلُهُ لَنْ يُوْجَدَا
مُبْيَضَّ لَوْنٍ قَدْ تَشَرَّبَ حُمْرَةً
ذَاقَامَةٍ مَرْبُوْعَةٍ سُقِيَتْ نَدَا
سَهْلًا لِخَدٍّ كَثَّ لِحْيَتِهِ الَّتِي
قَدْ شُرِّفَتْ وَعَظِيْمَ رَأْسٍ مُجِّدَا
اَقْنٰى لِعِرْنِيْنٍ اَغَرَّ وَوَاسِعًا
فَمُهُ حَوٰى دُرًّا وَحُسْنًا اَوْحَدَا
وَكَحِيْلَ طَرْفٍ كَانَ سَيِّدُنَا كَذَا
ذَا جَبْهَةٍ فَاقَتْ هِلَالًا اَرْشَدَا
وَحَوٰى حَوَاجِبَ زُجِّجَتْ وَتَفَلَّجَتْ
اَسْنَانُهُ مُحْمَرَّ خَدٍّ اَوْرَدَا
وَاِذَا مَشٰى مُتَكَفِّئًا فَكَاَنَّمَا
يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ عَلَا مُسْتَرْشِدَا
مِنْ حُسْنِ طَلْعَةِ وَجْهِهِ الشَّمْسُ اكْتَسَتْ
وَبِنُوْرِ ضَوْءِ جَبِيْنِهِ الْبَدْرُ ارْتَدٰى
وَيَفُوْحُ مِنْهُ شَذًى يَفُوْقُ بِطِيْبِهِ
مِسْكًا ذَكِيًّا مُسْتَطَابًا اَجْوَدَا
وَيُعَظِّمُ الشُّرَفَاءَ وَالْفُضَلَا وَلَمْ
يَحْقِرْ فَقِيْرًا بَلْ نَدَاهُ تَعَوَّدَا
وَلِاَهْلِهِ ذَا خِدْمَةٍ مُتَوَاضِعًا
لِلّٰهِ فِي دَارِ الْفَنَآءِ زَاهِدَا
وَالثَّوْبَ يَرْقَعُ بَلْ وَيَخْسِفُ نَعْلَهُ
وَالْعُذْرُ يَقْبَلُهُ وَيَصْفَحُ عَنْ عِدَا
لِلّٰهِ يَرْضٰى ثُمَّ يَغْضَبُ اِنْ فَشَتْ
حُرُمَاتُهُ اِذْ فِي عَوَاقِبِهَا الرَّدَا
وَتَهَابُهُ كُلُّ الْمُلُوْكِ جَلَالَةً
وَلِمَنْ يُلَاقِي بِالسَّلَامِ قَدِ ابْتَدَا
وَيُمَازِحُ الْاَصْحَابَ حَقَّ مِزَاحِهِ
وَلَهُمْ بِنُصْحٍ لَا يَزَالُ مُسَدِّدَا
كَمْ مِنْ خَصَآئِصَ لَيْسَ يُحْصَرُ جَمْعُهَا
وَبِهَا خِتَامُ الرُّسْلِ اَضْحٰى مُفْرَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِا لصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ
وَاَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا