﴾ بردة ﴿

navigate_before
navigate_next
اَلْفَصْلُ الْأَوَّلُ : فِى الْغَزَل وَالشَّكْوٰى وَالْغَرَامِ
مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِماً أَبَدًا
عَلـَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
يَا رَبِّ بالْمُصْطَفٰى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيْرَانٍ بِذٖيْ سَلَمِ
مَزَجْتَ دَمْعًا جَرٰى مِنْ مُّقْلَةٍ بِدَمِ
أَمْ هَبَّتِ الرِّيْحُ مِنْ تِلْقَآءِ كَاظِمَةٍ
وَأَوْمَضَ الْبَرْقُ فِيْ الْظَّلْمَآءِ مِنْ إِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ اكْفُفَا هَمَتَا
وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحَسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ
مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمضْطَرِمِ
لَوْلَا الْهَوٰى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلٰى طَلَلٍ
وَلَآ أَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ وَالْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُباًّ بَعْدَ مَا شَهِدَتْ
بِهٖ عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
وَأَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَّضَنىً
مِثْلَ الْبَهَارِ عَلٰى خَدَّيْكَ وَالْعَنَمِ
نَعَمْ سَرٰى طَيْفُ مَنْ أَهْوٰى فَأَرّقَنِيْ
وَالْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتِ بِالْاَلَمِ
يَا لَآ ئِمِيْ فِى الْهَوَى الْعُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
مِنِّيْ إِلَيْكَ وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حَالِيَ لَاسِرِّيْ بِمُسْتَتِرٍ
عَنِ الْوِشَاةِ وَلاَ دَآئِيْ بِمُنْحَسِمِ
مَحَضْتَنِى النُّصْحَ لٰكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهٗ
إِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِي صَمَمِ
إِنِّى اتَّهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِيْ عَذَلٍ
وَالشَّيْبُ أَبْعَدُ فِيْ نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ