﴾ بردة ﴿

navigate_before
navigate_next
الفصل الثاني : اَلتَّحْذِيْرُ فِى هَوَى النَّفْسِ
مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِماً أَبَدًا
عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
يَا رَبِّ بالْمُصْطَفٰى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
فَإِنَّ أَمّارَتِىْ بِالسُّوْءِ مَا اتَّعَظَتْ
مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيرِ الشَّيْبِ وَالْهَرَمِ
وَلَآ أَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الَجَمِيْلِ قِرٰى
ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسِيْ غَيْرَ مُحْتَشَمِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّـيْ مَآ أُوَ قِّرُهٗ
كَتَمْتُ سِرًّا بَدَا لِيْ مَنْهُ بِالكَتَمِ
مَنْ لِيْ بِرَدِّ جِمَاحٍ مِّنْ غَوَايَتِهَا
كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ
فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِيْ كَسْرَ شَهْوَتِهَا
إِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّيْ شَهْوَةَ النَّهِمِ
وَالنَّفْسُ كَالطّفِلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلٰى
حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَهٗ
إِنَّ الْهَوٰى مَا تَوَلّٰى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
وَرَاعِهَا وَهْيَ فِى الْأَعْمَالِ سَآئِمَةٌ
وَإِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعٰى فَلَاتُسِمِ
كَمْ حَسّنَتْ لَذَّةً لِّلْمَرْءِ قَاتِلَةً
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِى الدَّسَمِ
وَاخْشَ الدَّسَآئِسَ مِنْ جُوعٍ وَّمِنْ شِبَعٍ
فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِّنَ التُّخَمِ
وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلَأَتْ
مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا
وَإِنْ هُمَا مَحَضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَّلاَحَكَمًا
فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
أَسْتَغْفِرُاللّٰهَ مِنْ قَوْلٍ بِلاَعَمَلٍ
لَقَدْ نَسَبْتُ بِهٖ نَسْلًا لِّذِيْ عُقُمِ
أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لٰكِنْ مَّاأْتَمَرْتُ بِهٖ
وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْلِيْ لَكَ اسْتَقِمِ
وَلاَ تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَافِلَــةً
ولَمْ أُصَلِّ سِوٰى فَرْضٍ وَّلَمْ أَصُمِ