﴾ بردة ﴿

navigate_before
navigate_next
الفصل الرابع : فِيْ مَوْلِدِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام
مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِماً أَبَـدًا
عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
يَا رَبِّ بالْمُصْطَفٰى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
أَبَانَ مَوْلِدُهٗ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهٖ
يَا طِيْبَ مُبْتَدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْهِ الْفُرْسُ أَنّهُمُ
قَدْ أُنْذِرُوْا بِحُلُوْلِ الْبُؤْسِ وَالنِّقَمِ
وَبَاتَ إِيْوَانُ كِسْرٰى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ
كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرٰى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَامِدَةُ الْأَنْفَاسِ مِنْ أَسَفٍ
عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِى الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَسَآءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا
وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِيْنَ ظَمِيْ
كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَآءِ مِنْ بَلَلٍ
حُزْنًا وَبِالْمَآءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالْأَنْوَارُ سَاطِعَةٌ
وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَّعْنًى وَمِنْ كَلِمِ
عَمُوْا وَصَمُّوْا فَإِعْلَانُ الْبَشَآئِرِ لَمْ
تُسْمَعْ وَبَارِقَةُ اْلِإنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَآ أَخْبَرَ الْأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ
بِأَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعَوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وَبَعْدَمَا عَايَنُوْا فِى الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ
مُنْقَضَّةٍ وَّفْقَ مَا فِى الْأَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتّٰى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ
مِنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوْ إِثْرَ مُنْهَزِمِ
كَأَنَّهُمْ هَرَبًا أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ
أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصٰى مِنْ رَّاحَتَيْهِ رُمِيْ
نَبْذًا بِهٖ بَعْدَ تَسْبِيحٍ بِبَطْنِهِمَا
نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَآءِ مُلْتَقِمِ