﴾ بردة ﴿

navigate_before
navigate_next
الفصل الخامس : فِى مُعْجِزَاتِهٖ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِماً أَبَـدًا
عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
يَا رَبِّ بالْمُصْطَفٰى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
جَآءَتْ لِدَعْوَتِهِ الْأَشْجَارُ سَاجِدَةً
تَمْشِيْ إِلَيْهِ عَلىٰ سَاقٍ بِلاَ قَدَمِ
كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِّمَا كَتَبَتْ
فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ بِاللَّقَمِ
مَثْلُ الْغَمَامَةِ أَنّٰى سَارَ سَآئِرَةً
تَقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ لِّلْهَجِيِرِحَمِىْ
أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ
مِنْ قَلْبِهٖ نِسْبَةً مَبْرُوْرَةَ الْقَسَمِ
وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَّمِنْ كَرَمٍ
وَكُلُّ طَرْفٍ مِّنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِى
فَالصِّدْقُ فِى الْغَارِ وَالصِّدِّيْقُ لَمْ يَرِمَا
وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ
ظَنُّوا الْحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلىٰ
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ
وِقَايَةُ اللّٰهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ
مِنَ الدُّرُوْعِ وَعَنْ عَالٍ مِّنَ الْأُطُمِ
مَا سَامَنِى الدَّهْرُ ضَيْماً وَّاسْتَجَرْتُ بِهٖ
إِلَّا وَنِلْتُ جِوَاراً مِّنْهُ لَمْ يُضَمِ
وَلَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَّدِهٖ
إِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدٰى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ
لَا تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُّؤْيَاهُ إنَّ لَهٗ
قَلْبًا إِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ
وَذَاكَ حِيْنَ بُلُوْغٍ مِّنْ نُّبُـوَّتِهٖ
فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ اللّٰهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ
وَلَا نَبِيٌّ عَلٰى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهٗ
وَأَطْلَقَتْ أَرِبًا مِّنْ رِّبْقَةِ اللَّمَمِ
وَأَحْيَتِ السَّنَةَ الشَّهْبَآءَ دَعْوَتُهٗ
حَتّٰى حَكَتْ غُرَّةً فِى الْأَعْصُرِ الدُّهُمِ
بِعَارِضٍ جَادَ أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا
سَيْبًا مِّنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلاً مِنَ الْعَرِمِ