﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
فَنَشَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىٰ أَكْمَلِ الْأَوْصَاف
يَحُفُّهُ مِنَ اللّٰهِ جَمِيْلُ الْرِّعَايَةِ وَغَامِرُ الْأَلْطَاف
فَكَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْر
وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ فِي صِبَاهُ مِنْ شَرَفِ الْكَمَالِ مَايَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْر
وَلَمْ يَزَلْ وَأَنْجُمُ سُعُودِهِ طَالِعَة
وَالْكَائِنَاتُ لِعَهْدِهِ حَافِظَةٌ وَلِأَمْرِهِ طَائِعَة
فَمَا نَفَثَ عَلَىٰ مَرِيْضٍ إِلَّا شَفَاهُ اللّٰه . وَلَا تَوَجَّهَ فِي غَيْثٍ إِلَّا وَاَنْزَلَهُ مَوْلَاه.
حَتَّىٰ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ أَشُدَّه
وَمَضَتْ لَهُ مِنْ سِنِّ الشَّبَابِ وَالْكُهُوْلَةِ مُدَّة
فَاجَأَتْهُ الْحَضْرَةُ الْإِلٰهِيَّةُ بِمَا شَرَّفَتْهُ بِهِ وَحْدَه
فَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوْحُ الْأَمِيْنَ
بِالْبُشْرَىٰ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ
فَتَلَا عَلَيْهِ لِسَانُ الذِّكْرِ الْحَكِيم
شَاهِدَ ﹙وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ مِنْ لَّدُنْ حَكِيْمٍ عَلَيْمٍ﹚
فَكَانَ أَوَّلَ مَانَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ جَوَامِعِ الْحِكَم
قَوْلُهُ تَعَالَىٰ ﹙اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ - خَلَقَ الْإِنْسٰنَ مِنْ عَلَقٍ - اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ - عَلَّمَ الْإِنْسٰنَ مَالَمْ يَعْلَمْ﹚
فَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ بِشَارَةٍ أَوْصَلَتْهَا يَدُ الْإِحْسَان . مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانِ . إِلٰى هٰذَا الْاِنْسَانِ.
وَأَيَّدَتْهَا بِشَارَةُ
﹙الرَّحْمنُ - عَلَّمَ الْقُرْءَانَ - خَلَقَ الْإِنْسانَ - عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﹚
وَلَا شَكَّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْإِنْسانُ الْمَقْصُودُ بِهَذَ التَّعْلِيم
مِنْ حَضْرَةِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم