﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَمَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ الْبَلِيغ
تَحَمَّلَ أَعْبَاءَ الدَّعْوَةِ وَالتَّبْلِيغ
فَدَعَا الْخَلْقَ إِلَى اللهِ عَلٰى بَصِيْرَة
فَأَجَابَهُ بِالْإِ ذْعَانِ مَنْ كَانَتْ لَهُ بَصِيْرَةٌ مُنِيْرَة
وَ هِيَ إِجَابَةٌ سَبَقَتْ بِهَا الْأَقْضِيَةُ وَالْأَقْدَار
تَشَرَّفَ بِالسَّبْقِ إِلَيْهَا الْمُهَاجِرُوْنَ وَالأَنْصَار
وَقَدْ أَكْمَلَ للّٰهُ بِهِمَّةِ هَذَا الْحَبِيْبِ وَأَصْحَابِهِ هَذَا الدِّيْن
وَأَكْبَتَ بِشِدَّةِ بَأْسِهِمْ قُلُوْبَ الْكَافِرِينَ وَالْمُلْحِدِيْن
فَظَهَرَ عَلٰى يَدَيْهِ مِنْ عَظِيْمِ الْمُعْجِزَات
مَايَدُلُّ عَلٰى أَنَّهُ أَشْرَفُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَات
فَمِنْهَا تَكْثِيْرُ الْقَلِيْل
وَبُرْءُ العَلِيْل
وَتَسْلِيْمُ الْحَجَر
وَطَاعَةُ الشَّجَر
وَانْشِقَاقُ الْقَمَر
وَالاِخْبَارُ بِالْمُغَيَّبَات
وَحَنِيْنُ الْجَذْعِ الَّذِي هُوَ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَات
وَشَهَادَةُ الضَّبِّ لَهُ وَالْغَزَالَة
بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَة
إِلٰى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ بَاهِرِ الْاَيَات
وَغَرَائِبِ الْمُجِزَات
اَلَّتِي أَيَّدَهُ للّٰهُ بِهَا فِي رِسَالَتِه
وَخَصَّصَهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ بَرِيَّتِه
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ لَهُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إِرْهَاصَات
هِيَ عَلٰى نُبُوَّتِهِ وَ رِسَالَتِهِ مِنْ أَقْوَى الْعَلَامَات
وَمَعَ ظُهُورِهَا وَانْتِشَارِهَا سَعِدَ بِهَا الصَّادِقُوْنَ مِنْ الْمُؤْمِنِيْنَ
وَشَقِيَ بِهَا الْمُكَذِّبُوْنَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِيْنَ
وَتَلَقَّاهَا بِالتَصْدِيقِ وَالتَّسْلِيم
كُلُّ ذِي قَلْبٍ سَلِيم