﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
وَمِنَ الشَّرَفِ الَّذِي اخْتَصَّ اللَّهُ بِهِ أَشْرَفَ رَسُول
مِعْرَاجُهُ إِلَىٰ حَضْرَةِ اللَّهِ الْبَرِّ الْوَصُول
وَظُهُورُ اۤيَاتِ اللَّهِ الْبَاهِرَةِ فِي ذَالِكَ الْمِعْرَاج
وَتَشَرُّفُ السَّمَوَاتِ وَمَنْ فَوْقَهُنَّ بِإِشْرَاقِ نُورِ ذَلِكَ السِّرَاج
فَقَدْ عَرَجَ الحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْأَمِينُ جِبْرِيل
إِلَى حَضْرَةِ الْمَلِكِ الْجَلِيل
مَعَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّبْجِيل
فَمَا مِنْ سَمَاءٍ وَلَجَهَا إِلَّا وَبَادَرَهُ أَهْلُهَا بِالتَّرْحِيْبِ وَالتَّكْرِيمِ وَالتَّأْهِيل
وَكُلُّ رَسُولٍ مَرَّ عَلَيْه
بَشَّرَهُ بِمَا عَرَفَهُ مِنْ حَقِّهِ عِنْدَ اللَّهِ وَشَرِيفِ مَنْزِلَتِهِ لَدَيْه
حَتَىٰ جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاق
وَوَصَل إِلَىٰ حَضْرَةِ الْإِطْلَاق
نَازَلَتْهُ مِنَ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّة
غَوَامِرُ النَّفَحَاتِ الْقُرْبِيَّة
وَوَا جَهَتْهُ بِالتَّحِيَّات
وَأَكْرَمَتْهُ بِجَزِيلِ الْعَطِيَّات
وَأَوْ لَتْهُ جَمِيلُ الْهِبَات
وَنَادَتْهُ بِشَريفِ التَّسْلِيمَات
بَعْدَ أَنْ أَثْنىٰ عَلىٰ تِلْكَ الْحَضْرَةِ بِالتَّحِيَّاتِ الْمُبَارَكَاتِ الصَّلَوَاتِ الطَّيِّبَات
فَيَالَهَا مِن نَفَحَاتٍ غَامِرَات
وَتَجَلِّيَاتٍ عَالِيَاتٍ فِي حَضَرَاتٍ بَاهرَات
تَشْهَدُ فِيْهَا الذَّاتُ لِلذَّات
وَتَتَلَقَّىٰ عَوَاطِفَ الرَّحمَات
وَسَوَابِغَ الْفُيُوضَات
بِأَيْدِي الْخُضُوعِ وَالْإِخْبَات
رُتَبٌ تَسْقُطُ الْأَمَانِيُّ حَسْرَىٰ
دُونَهَا مَاوَرَاءَ هُنَّ وَرَاءُ
عَقَلَ الْحَبِيبُ صَلَّى للّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ سِرِّهَا مَاعَقَل
وَاتَّصَلَ مِنْ عِلْمِهَا بِمَا اتَّصَل
فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَاأَوْحَىٰ
مَاكَذَبَ الْفُؤَادُ مَارَ أَى
فَمَا هِيَ إِلَّامِنْحَةٌ خَصَّصَتْ بِهَاحَضْرَةُ الْاِمْتِنَان
هَذَا الْإِ نْسَان
وَأَوْلَتْهُ مِنْ عَوَاطِفِهَا الرَّحِيْمَةِ مَايَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ الثَّقَلَان
وَتِلْكَ مَوَاهِبُ لَايَجْسُرُ الْقَلَمُ عَلَىٰ شَرْحِ حَقَائِقِهَا
وَلَاتَستَطِيعُ الْأَلْسُنُ أَنْ تُعْرِبَ عَنْ خَفِيِّ دَقَائِقِهَا
خَصَّصَتْ بِهَا الْحَضْرَةُ الْوَاسِعَة
هَذِهِ الْعَيْنَ النَّاظِرَةَ وَالْأُذُنَ السَّامِعَة
فَلَايَطْمَعُ طَامِعٌ في الْاِطِّلَاعِ عَلَىٰ مَسْتُورِهَا
وَالْإِحَاطَةِ بِشُهُودِ نُورِهَا
فَإِنَّهَا حَضْرَةٌ جَلَّتْ عَن نَظَرِ النَّاظِرِين
وَرُتْبَةٌ عَزَّتْ عَلَى غَيْرِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِين
فَهَنِيئًا لِلْحَضْرَةِ الْمُحَمَّدِيَّة
مَاوَاجَهَهَا مِنْ عَطَايَا الْحَضْرَةِ الْأَحَدِيَّة
وَبُلُوغُهَا إِلَىٰ هَذَا الْمَقَامِ الْعَظِيم