﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاق
بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِهِ بُطُوْنُ الْأَوْرَاق
كَانَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً وَخَلَقاً
وَاَوَّلَهُمْ اِلَى مَكَارِمِ الْاَخْلَاقِ سَبْقاً
وَاَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْماً وَرِفْقاً
بَرًّا رَؤُفًا
لَايَقُوْلُ وَلَايَفْعَلُ اِلَّامَعْرُوْفًا
لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلُ
وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزْلْ
إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ اَجَابَهُ اِجَابَةً مُعَجَّلَةْ
وَهُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ لِلْيَتِيْمِ وَالْأَرْمَلَة
وَلَهُ مَعَ سُهُوْلَةِ اَخْلَاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّة
اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّة
وَمِنْ نَشْرِطِيْبِهِ تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَالْمَنَازِل
وَبِعَرْفِ ذِكْرِهِ تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَالْمَحَافِل
فَهُوَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّة
وَالْمُنْفَرِدُ فِي خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّة
فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُوْد
اِلَّا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُوْد
اَجَمَلْتُ فِى وَصْفِ الْحَبِيْبِ وَشَأْنِهِ ۞  وَلَهُ العُلَا فِى مَجْدِهِ وَمَكَانِهِ
اَوْصَافُ عِزٍّ قَدْ تَعَالٰى مَجْدُهَا ۞  اَخَذَتْ عَلَى نَجْمِ السُّهَا بِعِنَانِهِ
وَقَدِانْبَسَطَ الْقَلَمُ فِي تَدْوِيْنِ مَااَفَادَهُ الْعِلْمُ مِنْ وَقَائِعِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ الْكَرِيْم
وَحِكاَيَةِ مَااَكْرَمَ اللّٰهُ بِهِ هَذَاالْعَبْدَ الْمُقَرَّبَ مِنَ التَّكْرِيْمِ وَالتَّعْظِيْمِ وَالْخُلُقِ الْعَظِيْم
فَحَسُنَ مِنِّي اَنْ اُمْسِكَ اَعِنَّةَ الْأَقْلَامَ فِي هَذَا الْمَقَام
وَاَقْرَأَ السَّلَام
عَلَى سَيِّدِ الْأَنَام
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحَمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكَاتُه ﹙۳٭﹚
وَبِذَلِكَ يَحْسُنُ الْخَتْمُ كَمَا يَحْسُنُ التَّقْدِيْم
فَعَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْم