﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ
تَجَلِّيًا قَضٰى بِانْتِشَارِ فَضْلِهِ فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِعْ
فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لَا تَنْحَصِرُ اَفْرَادُهُ بِتَعْدَادْ
وَلَا يُمَلُّ تَكْرَارُهُ بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ
حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ
صُوْرَةَ هٰذَا الْإِنْسَانْ
لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِهِ الثَّقَلَانْ
وَتَنْتَشِرَ اَسْرَارُهُ فِي الْأَكْوَانْ
فَمَا مِنْ سِرٍّ اتَّصَلَ بِهِ قَلْبُ مُنِيبْ
اِلَّا مِنْ سَوَابِغِ فَضْلِ اللّهِ عَلٰى هٰذَا الْحَبِيبْ
يَا لَقَلْبٍ سُرُوْرُهُ قَـدْ تَوَالٰـى
بِحَبِيْبٍ عَـمَّ الأَنَـامَ نَـوَالَا
جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُودَ بِنُوْرٍ
غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَـةً وَجَمَـالَا
قَدْ تَرَقّٰى فِي الْحُسْنِ اَعْلٰى مَقَامٍ
وَتَنَاهٰى فِي مَجْـدِهِ وَتَعَالٰـى
لَاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيْمَا اجْتَلَتْـهُ
بَشَرًا كَامِلًا يُزِيْحُ الضَّـلَالَا
وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْ رَأَتْـهُ
رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِـهِ وكَمَـالَا
فَسُبْحَانَ الَّذيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانْ
مَا يَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ
وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ
اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالَمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ 
مَا مَلَأَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُورْ
فَتَبَارَكَ اللّٰهُ مِنْ اِلٰهٍ كَرِيمْ 
بَشَّرَتْنَا أَٰيَاتُهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمْ
بِبِـشَارَةِ  :لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ اَنْفُسكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَحِيْمٌ 
فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هٰذِهِ الْبِشَارَةُ وتَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيمْ 
فَقَدْ هُدِيَ اِلٰى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمْ