﴾ سمط الدّرر ﴿

navigate_before
navigate_next
وَحِيْنَ بَرَزَصَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَطْنِ اُمِّهِ بَرَزَ رَافِعًا طَرْفَهُ اِلَى السَّمَآءْ
 مُؤْمِيًا بِذَالِكَ الرَّفْعِ اِلَى اَّنَّ لَهُ شَرَفًا عَلَا مَجْدُهُ وَسَمَا
 وَكَانَ وَقْتُ مَوْلِدِ سَيّدِ اْلكَوْنَيْنْ
 مِنَ الشُّهُوْرُشَهْرِرَبِيْعِ الْاَوَّلِ وَمِنَ الْاَيَّامِ يَوْمَ الْاِثْنَيْنْ
 وَمَوْضِعُ وِلاَدَتِهِ وَقَبْرِهِ بِالْحَرَمَيْنْ
 وَقَدْ وَرَدَ اَنَّهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ مَخْتُوْناً مَكْحُوْلاً مَقْطُوْعَ السُّرَّةْ
 تَوَلَّتْ ذَالِكَ لِشَرَفِهِ عِنْدَ اللهِ اَيْدِى الْقُدْرَةْ
 وَمَعَ بُرُوْزِه اِلَى هٰذَا الْعَالَمِ ظَهَرَ مِنَ الْعَجَائِبْ
 مَا يَدُلُّ عَلى اَنَّهُ اَشْرَفُ الْمَخْلُوْقِيْنَ وَاَفْضَلُ الْحَبَائِبْ
فَقَدْ وَرَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ اُمَّهِ الشَّفَّاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
قَالَتْ لَمَّا وَلَدَتْ اَمِنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ اللّٰهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ عَلى يَدَيَّ فَاسْتَهَلَّ فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُوْلُ رَحِمَكَ اللّٰهُ اَو ْرَحِمَكَ رَبُّكَ
قَالَتِ الشَّفَّاءُ فَاَضَآءَ لَهُ مَا بَيْنَ اْلمَشْرِقِ وَاْلمَغْرِبْ
 حَتّى نَظَرْتُ اِلى بَعْضِ قُصُوْرِ الرُّومْ
قَالَتْ ثُمَّ اَلْبَسْتُهُ وَاَضْجَعْتُهُ فَلَمْ اَنْشَبْ اَنْ غَشِيَتْنِى ظُلْمَةٌ وَرُعْبٌ وَقُشَعْرِيْرَةٌ عَنْ يَمِيْنِى
فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُوْلُ اَيْنَ ذَهَبْتَ بِهِ قَالَ اِلَى الْمَغْرِبْ
وَاَسْفَرَ ذَالِكَ عَنىّ ثُمَّ عَاوَدَنِى الرُّعْبُ وَالظُّلْمَةُ وَاْلقُشَعْرِيْرَةُ عَنْ يَسَارِيْ فَسَمِعْتُ قَائِلاًّ يَقُوْلُ اَيْنَ ذَهَبْتَ بِهِ قَالَ اِلَى لْمَشْرِقْ
قَالَتْ فَلَمْ يَزَلِ الْحَدِيْثُ مِنّى عَلَى بَالٍ حَتَّى ابْتَعَثَهُ اللّٰهُ فَكُنْتُ مِنْ اَوَّلِ النَّاسِ اِسْلَاماً
وَكَمْ تَرْجَمَتِ السُّنَّةُ مِنْ عَظِيْمِ اْلمُعْجِزَاتْ
 وَبَاهِرِ الايَآتِ اْلبَيّنَاتْ
 بِمَا يَقْضِى بِعَظِيْمِ شَرَفِهِ عِنْدَ مَوْلَاهُ
 وَاَنَّ عَيْنَ عِنَايَتِهِ فِى كُلّ حِيْنٍ تَرْعَاهْ
 وَاَنَّهُ الْهَادِى اِلى الصّرَاطِ اْلمُسْتَقِيمْ